أبحاث علمية جاهزة للطباعة malooo2
حقوق الطبع والنشر محفوظة للسيد / محمد صلاح الملاح . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون

Find Us On Facebook

احدث مواضيعنا

بحث كامل عن الحسبة جاهز بالمراجع

المقدمــة

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}([1]).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}([2]).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}([3]).
أما بعد([4]):
فإن الله لما خلق الخلق لم يخلقهم عبثاً ، قال عز وجل : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}([5])، بل خلقهم لعبادته وطاعته والتزام منهجه ، قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِي}([6]).
ولم يتركهم سبحانه هملاً يتيهون في البحث عن كيفية القيام بالعبادة بل أرسل الرسل لتعليمهم ، ووضعهم على المنهج الصحيح ولاستمرار هذا المنهج بين الناس بعد الرسل لابد من التآمر بينهم بكل معروف والنهي عن كل منكر ولتطبيق هذا المبدأ لابد من نظام الحسبة إذ هو الوجه العملي التطبيقي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لذا كان لابد أن يقف المحتسب وقفة المصحح الدال على كل خبير الآمر بكل معروف الناهي عن كل منكر ، وهذه الوقفة من المحتسب كانت تحتاج إلى من يضع لها الضوابط وينظر له عمله . حتى يحسن العمل ويتجنب الزلل ، من هنا جاءت الحاجة إلى التأليف حول فقه الحسبة .
لذا فنظام الحسبة من حيث التأليف والتنظير قد حظي ومنذ القرون الأولى ببعض الاهتمام من قبل الفقهاء والكتاب المسلمين الذين حاولوا وضع ضوابط العمل المحتسب وشروطه وتحديد الأطر التي يجري عليها احتسابه فخرجت عدة مؤلفات في الحسبة .
مشكلة البحث: كان لابد من إجراء دراسات تشخيصية وتقييمية لواقع الحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في المملكة العربية السعودية باعتبارها النموذج الوحيد في العالم، والذي يطبق الحسبة كجهاز حكومي يعمل وفق أنظمة رسمية مستمدة من الشريعة الإسلامية، ومن الأنظمة المعمول بها ، والخاضعة في عمومها وخصوصها لأحكام الشريعة الإسلامية.
ومن هنا تأتي هذه الدراسة للتعرف على الحسبة والاحتساب في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أهمية البحث: تتأكد أهمية هذه الدراسة عندما ندرك شدة الحاجة إلى تحديد الحسبة في مجالاتها المتنوعة، تراعي تنوع المخالفات، وتجددها، والمصاحبة للانفجار المعرفي والانفتاح العالمي، وهو ما يساعد الجهات الرسمية المكلفة بالقيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تحقيق رسالتها وأهدافها.
أهداف البحث :تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الحسبة والاحتساب ومخالفات الطهارة والصلاة  في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:
أولاً: ما مفهوم الحسبة والاحتساب في النظام الأساس في المملكة العربية السعودية ؟
ثانياً: ما تطبيقات الحسبة القائمة على الشريعة واصول الدين ؟
ثالثاً:  ما رأي المسؤولين عن الشؤون الميدانية في الهيئة حيال ما يأتي:
1.     تطبيقات الحسبة والاحتساب في المخالفات الطهارة التي يمكن ممارستها في الوقت الحاضر؟
2.     تطبيقات الحسبة الأكثر ممارسة من غيرها في المخالفات الصلاة والاحتساب في الوقت الحاضر؟
مصطلحات البحث :
1.     الحسبة: عرفها الماوردي وأبو يعلى الحنبلي بأنها: "أمر بالمعروف إذا ظهر تركه، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله"، وعلى أساس هذا التعريف فإن الاحتساب ينبني على عمودين: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وعرفها الإمام الغزالي بأنها: "المنع عن منكرٍ لحقِّ اللهِ، صيانةً للممنوع عن مقارفةِ المنكر"، ويتضح من تعريفه هذا أنه غلَّب جانب النهي عن المنكر، على جانب الأمر بالمعروف، وعمومًا فإن التعريف المشهور للحسبة، يشمل أربعة مفاهيم أساسية، وهي: (المعروف، والأمر به، والمنكر، والنهي عنه(.
3.     الحسبة : هو كل قول أو فعل ينبغي قوله أو فعله طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية، ومبادئها العامة وروحها، كالتخلق بالأخلاق الفاضلة والعفو عند المقدرة، والإصلاح بين المتخاصمين وإيثار الآخرة على الدنيا، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، وإقامة المعاهد والملاجئ والمستشفيات ونصرة المظلوم .... إلى غير ذلك، فهو يشمل كلَّ معروف حسّنه شرعٌ وعقلٌ، من حقوق الله، وحقوق الآدميين، كما قال البغوي: "وأعمال البر كلها معروف".
4.     الاحتساب : هو الترغيب في كل ما ينبغي قوله، أو فعله طبقا لقواعد الإسلام.
5.     المنكر: هو كل معصية حرّمتها الشريعة سواء وقعت من مُكلَّف أم غير مكلف، فمن رأى صبيا أو مجنونا يشرب خمرا فعليه أن يمنعه ويريق خمره، ومن رأى مجنونا يزني بمجنونة أو يأتي بهيمة، فعليه أن يمنع ذلك.
6.     النهي عن المنكر: هو الترغيب في ترك ما ينبغي تركه، أو تغيير ما ينبغي تغييره، طبقا لما رسمه الإسلام. كما قال ابن حجر الهيثمي: "المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بواجب الشرع، والنهي عن محرماته".
وقال الألوسي: المتبادر من المعروف الطاعات، ومن المنكر المعاصي التي أنكرها الشرع، ويقول ابن منظور في لسان العرب: "وقد تكرر ذكر المعروف في الحديث، وهو اسمٌ جامعٌ لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع، والمنكر ضد المعروف، وهو كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرهه فهو منكر". (أبو معاذ، محمد الطايع، موقع الإسلام الدعوي، وزارة الشؤون الإسلامية، السعودية).
منهجية البحث:
1. المنهج الوصفي: بأنه كل منهج يرتبط بظاهرة معاصرة بقصد وصفها وتفسيرها، يعد منهجا وصفيا (العساف،1424هـ،228)، واعتبره (عبيدات) خطوة من خطوات إعداد أي بحث وفي أي منهج، حيث يتم من خلاله تحليل ما حصل عليه الباحث من معلومات تحليلا كميا أو تحليلا كيفيا (عبيدات،2004م،274).
2.     المنهج الوثائقي؛ عبر مراجعة الوثائق، بما مصادر ومراجع ، ونظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،.
الدراسات السابقة: لاحظ الباحث قلة الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، إلا أنه بالتقصي وجد الباحث عدداً من الدراسات، وعدداً آخر من الكتابات العلمية التي تعرضت على وجه العموم لموضوع الدراسة، إلا أنها لم تف بالغرض الذي من أجله جاءت هذه الدراسة، وفيما يأتي أهم تلك الدراسات:
1.     دراسة: د.عبد الرحمن بن عمر المدخلي في ندوة الحسبة 1431هـ بعنوان: الحسبة في ضوء النظام الأساس للحكم وقد تعرضت الدراسة لتحليل مواد النظام الأساس للحكم لاستخراج علاقته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوجه عام، وتعد من أفضل ما اطلع عليه الباحث في هذا الصدد.
2.     دراسة: د.خالد بن عبد الله الشافي في ندوة الحسبة 1431هـ بعنوان: علاقة نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأنظمة الأساسية والعدلية:
وقد حللت الدراسة العلاقة بين نظام الهيئة والنظام الأساس للحكم ونظام مجلس الوزراء ونظام المناطق ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة، وبينت المنافع التبادلية بين كل منها.
3.     دراسة: أ. د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي في ندوة الحسبة 1431هـ بعنوان: الحسبة في الأنظمة السعودية وفي تراث الفقهاء، الماوردي أنموذجاً، (دراسة تحليلية مقارنة):
وقد قارنت الدراسة بين المفهوم الفقهي والنظامي للحسبة، وتوصلت إلى أهمية توسيع نطاق عمل الهيئة ليشمل كل معروف وكل منكر، وليكون مرجعاً لكل الجهات الرقابية ولاحتسابيه وليس مقصوراً على العبادات الظاهرة فحسب.
4.     دراسة: د.رزين بن محمد الرزين في ندوة الحسبة 1431هـ بعنوان: مظاهر الحسبة الوقائية في الأنظمة الاقتصادية السعودية:
وقد توصلت الدراسة إلى أن الأنظمة الاقتصادية في المملكة تطبق مبدأ الحسبة الوقائية في الأنظمة الاقتصادية منذ عام 1350 هـ وهو تاريخ صدور نظام المحكمة التجارية، وتعرض لعدد من مظاهرها مثل منع العقود الموصلة إلى محرم،، كالتوسل للربا والاحتيال عليه، ومكافحة الغش التجاري، ومنع النجش والاحتيال، وأوصى بمزيد من البحوث في هذا المجال، وإصدار الأنظمة اللازمة لها.
5.     دراسة: أ.د.فؤاد عبد المنعم أحمد في ندوة الحسبة 1431هـ بعنوان: الحِسبة في النظام الأساس للحكم في المملكة العربية السعودية:
وقد توصلت الدراسة إلى تأكيد اتباع المملكة العربية السعودية المنهج الإسلامي في كافة أنظمتها سواء النظام الأساس للحكم أو نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو غيرهما من الأنظمة، وأن غاية السلطات الثلاث في النظام الأساس للحكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسبيلها تطبيق الشريعة الإسلامية.
6.     دراسة: د.عبدالله بن برجس الدوسري في ندوة الحسبة 1431هـ بعنوان: الاستشراف المستقبلي لمجالات الاحتساب في المملكة العربية السعودية:
ويأمل الباحث أن تكون هذه الدراسة التي نحن بصددها إضافة لتلك الدراسات، وتأكيداً على أهمية إبراز التطبيقات المعاصرة للحسبة، وتمهيداً لتصنيفها وتعدوينها في نظم إدارية مستمدة من الشريعة، ومرتبطة بآلية نظام الإجراءات الجزائية المعمول به في جميع الأجهزة الأمنية والضبطية.



خطبة الحاجة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
أما بعد : ثم يذكر حاجته  إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )[7]
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ). [8]
أما بعد : هذه  لرسالتي : " خطبة الحاجة " التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمها أصحابه عزمنا على إصدارها بعد أن مضى زمان مديد على نفاد نسخ الطبعة الأولى واشتد حاجة كثير من القراء إلى الوقوف عليها وقد نفع الله بها عديدا من الخطباء والمدرسين فقد أخذوا يفتتحون بهذه الخطبة خطبهم ودروسهم وبذلك أحيوا سنة من سنن النبي صلى الله عليه و سلم




الفصل الاول: تعريف الحسبة وأهميتها
المبحث الأول: تعريف الحسبة لغة واصطلاحا
المبحث الثاني: أهمية الحسبة .






تعريف الحسبة  :
الحِسبة: - بكسر الحاء – معناها في الُّلغة: الإِنكار، قال في "القاموس":
في اللغة: هي في اللغة من العد والحساب وتأتي بمعنى طلب الأجر والمثوبة من الله عز وجل . " أحتسب عليه : أنكر ، ومنه المُحْتَسِبْ "، وتأتي على معان أخرى أيضاً . مشتقة من الاحتساب وهو طلب الأجر كما في الحديث: من صام رمضان إيماناً واحتساباً. أي طلب الأجر من الله تعالى.
وفي الاصطلاح: " أمرٌ بالمعروف إذا ظهر تركُهُ، ونهيٌ عن المنكر إذا ظهر فِعلهُ. " فهي "أمر بالمعروف إذا ظهر تَرْكُه، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله". والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعم من الحسبة، فيؤمر بالمعروف وإن لم يترك، وينهى عن المنكر وإن لم يرتكب، كما يفعل الخطباء والعلماء من الحث على فعل الخيرات وترك المنكرات، فتكون الحسبة أخص من حيث إنها تتعلق بالمعروف الذي ترك، والمنكر الذي فعل.
(الأحكام السلطانية " ( ص 240 ) للماوردي)
فقد عرفها جمهور الفقهاء بأنها : ولاية دينية يقوم ولي الأمر - الحاكم - بمقتضاها بتعيين من يتولى مهمة الأمر بالمعروف إذا أظهر الناس تركه، والنهي عن المنكر إذا أظهر الناس فعله، صيانة للمجتمع من الانحراف، وحماية للدين من الضياع، وتحقيقا لمصالح الناس الدينية والدنيوية وفقا لشرع الله تعالى.
وأركان الحسبة هم:
1) مُحتسب         2) مُحتسَب عليه            3) مُحتسَب فيه 4) احتساب.
فالمحُتسب هو من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يشترط فيه إذن من ولي الأمر "السلطان" فكل مسلم مأمور بتغيير المنكر: من رأى منكم منكراً فليغيره. ونقل القرطبي الإجماع على أن المنكر واجب تغييره على كل من قدر عليه، ثم إن من الحسبة، الحسبة على السلاطين، فكيف يُطلب منهم الإذن للاحتساب عليهم؟!
ولكون المحتسب يُرجى له الحصول على أجر الاحتساب شروط نذكر منها ما لا بد منه: وهو الإسلام وإخلاص النية والمتابعة.. أي متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في الاحتساب. ومنها: العلم بما يأمر به وينهى عنه، وبأحوال المأمور والمنهي والملابسات وظروف المنكر. ومنها: القدرة على التغيير من اليد إلى اللسان إلى القلب الذي لا يُعفى منه أحد.
وهناك آداب للمحتسب من أهمها: الرفق في الاحتساب ووضعه في موضعه، ومن الآداب: البدء بالنفس، والبدء بالأهم، ومراعاة سنة التدرج، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والصبر واحتمال الأذى، والسعي لإيجاد البدائل الإسلامية للمنكرات المراد إزالتها.
المحتسب عليه: هو من يؤمر بالمعروف ويُنْهى عن المنكر، ومن شروطه، أن يكون بصفة يصير الفعل الممنوع منه في حقه منكراً؛ وإن لم يكن معصية يحاسب عليها ديانة، فكل من الصبي والمجنون والناسي والجاهل يمنع من المنكر، وإن لم يكن مؤاخذاً به شرعاً عند الله. والمحتسب عليهم يختلفون باختلاف حالهم في القرابة والبعد والقوة والشوكة ودخولهم في الإسلام وغير ذلك. ولكل واحد منهم أحكام ومباحث لا يتسع المجال لتفصيلها.
المحُتسب فيه: هو المنكر الموجود الظاهر للمحتسب بغير تجسس، ويكون مما يعلم أنه منكر بغير اجتهاد، ومن شروطه: أن يكون موجوداً في الحال هو أو مقدماته، أما ما فات فليس فيه إلا النصح، وأن يكون ظاهراً يراه المحُتسب أو يسمعه أو ينُقل له نقلاً موثوقاً، كل ذلك بدون تجسس، ومن شروطه: أن لا يكون مما اختلف فيه من مسائل الاجتهاد اختلافاً معتبراً، فلا إنكار في مسائل الاجتهاد.
الاحتساب: وهو القيام بالحسبة: وهو مراتب ولكل مرتبة شروط.
الأولى: التغيير باليد وهي أقوى مراتب الحسبة، ومن أهم شروطها: القدرة وعدم ترتب مفسدة أكبر من الاحتساب.
المرتبة الثانية: التغيير باللسان، وإنما ينتقل إليها إذا عجز عن اليد.
المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب، وهذا لا رخصة لأحد في تركه، بل يجب أن يكون بعض المنكر وكراهيته في قلب كل مسلم، فآخر حدود الإيمان هو الإنكار بالقلب.
وحقيقة الإنكار بالقلب، عدم الرضا بالمنكر ومفارقته والنفور منه.
مشروعيتها في الكتاب الكريم :
دلت نصوص عدة من القرآن الكريم على مشروعية الحسبة ، ونصت على ذلك بشكل واضح وصريح ، ومن تلك النصوص الكريمة :
1 – قوله تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[9] .
2 – وقوله سبحانه :( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )[10].
3 – وقوله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .
4 – وقوله عز وجل : الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ .
5 – وقوله تعالى : يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ .



مشروعيتها في السنة المطهرة :
جاء عدد من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تنص بشكل واضح وصريح على مشروعية الحسبة ، وتأمر بالقيام بها على أفراد المجتمع المسلم ، ومن تلك الأحاديث :
قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والجلوس في الطرقات ) فقالوا : ما لنا بد ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها ، قال : ( فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها ) قالوا : وما حق الطريق ؟ قال : ( غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر )
مشروعيتها من الإجماع :
أجمعت الأمة الإسلامية ممثلة بعلماء السلف المعتبرين على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، استنادا منهم لنصوص الكتاب والسنة .
ومن أقوال بعض هؤلاء العلماء التي توضح إجماع الأمة على مشروعية الحسبة ووجوبها :
قول النووي رحمه الله : ( وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الكتاب والسنة وإجماع الأمة . . ) .
وقال أبو بكر الجصاص - رحمه الله - : ( أكد الله تعالى فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضع من كتابه ، وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخبار متواترة عنه فيه ، وأجمع السلف وفقهاء الأمصار على وجوبه . . . ) .
وقال ابن حزم - رحمه الله - : ( اتفقت الأمة كلها على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف من أحمد منها . . . ) .
وبهذا يتضح أن الحسبة تقوم على أسس وركائز متينة في الإسلام هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة ، وهذا كله مما يؤكد على أهميتها وفضلها .
حكمها:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم قادر، وهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، ويكون فرض عين على القادر إذا لم يقم به غيره، ومناط الوجوب هو القدرة، فيجب على كل إنسان بحسب قدرته كما قال الله تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم } والقدرة والسلطان والولاية، فذووا السلطان أقدر من غيرهم؛ فعليهم من الوجوب ما ليس عل غيرهم، والقرآن قد دل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجب على كل أحد بعينه بل هو على الكفاية كما قال تعالى: { ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} والجهاد من تمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا لم يقم به أحد أثم كل قادر بحسب ما أوتي من قدرة، كما قال صلى الله عليه وسلم { مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلَسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ }







الفصل الثاني  : مخالفات الطهارة والصلاة وكيفية الاحتساب عليها
المبحث الأول : مخالفات الطهارة وكيفية الاحتساب عليها
المبحث الثاني : مخالفات الصلاة وكيفية الاحتساب عليها



المبحث الأول: مخالفات الطهارة وكيفية الاحتساب عليها:
أخطاء في الطهارة:
1.               الإسراف في ماء الوضوء: { والنبي  كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد }[11].
2.               قال البخاري: ( وكَرِه أهل العلم الإسراف فيه - يعني في الوضوء - وأن يجاوزوا فعل النبي
3.               عدم إتمام غسل أعضاء الوضوء فتبقى بعض الأجزاء غير مغسولة: وهذا نقص في الوضوء، قال : { ويل للأعقاب من النار }. وأمر  رجلاً أن يعيد وضوءه لأنه ترك من قدمه شيئاً لم يغسله.
4.               يعتقد بعض الناس أنه لا بد من غسل فرجه قبل كل وضوء: وهذا إعتقاد خاطىء فمن قام من نوم أو خرج منه ريح فليس عليه غسل فرجه إلا إذا أراد قضاء حاجته.
5.               التيمم مع وجود الماء وهو قادر على استعماله: وهذا خطأ واضح، قال تعالى:  فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً[12]   فالآية صريحة في أن التيمم لا يجوز عند وجود الماء.
6.               بعض الناس يأخذه النوم في مصلاة ثم إذا أقيمت الصلاة أيقظه من بجانبه فيقوم ويصلي دون أن يتوضأ: ومثل هذا عليه الوضوء لأنه كان مستغرقاً في نومه، أما إذا كان ناعساً ويشعر بمن حوله فليس عليه الوضوء.
7.               بعض الناس قد يدركه وقت الصلاة وهو حاقن لبوله إما لكسل عن الوضوء أو لبعد الماء عنه - لظنه أنه إذا صلى محتقناً أفضل من صلاته بالتيمم - وهذا جهل منه، قال : { لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان }[13].
سئل شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى: عن الحاقن أيهما أفضل أن يصلى بالوضوء محتقناً، أو أن يحدث ثم يتيمم لعدم الماء؟
فأجاب رحمه الله تعالى: صلاته بالتيمم بلا احتقان أفضل من صلاته بالوضوء مع الإحتقان فإن هذه الصلاة مع الإحتقان مكروهة منهي عنها وفي صحتها روايتان وأما صلاته بالتيمم فصحيحة لا كراهة فيها بالاتفاق. والله أعلم.
الجهر بالنية عند الوضوء: وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقول في أوله نويت رفع الحديث ولا استباحة الصلاة لا هو ولا أحد من أصحابه البتة, ولم يرد عنه في ذلك حرف واحد لا بإسناد صحيح ولا ضعيف.
ومن المخالفات ً أيضا: الدعاء عند غسل أعضاء الوضوء, كقول  بعضهم عند غسل يده اليمنى: اللهم أعطني كتابي بيميني, وعند غسل وجهه: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه.. إلخ.
* قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول على وضوئه ًشيئا غير التسمية وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه مكذوب مختلق لم يقل رسول صلى الله عليه وسلم ًشيئا منه ولا علمه لأمته ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله وقوله: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن ً محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين» في آخره فهذا ثابت.
وفي حديث آخر عند النسائي مما يقال بعد الوضوء ً أيضا: « سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ».
ومن المخالفات ً أيضا: الإسراف في ماء الوضوء. عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد[14].
 * وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في أول كتاب الوضوء من صحيحه: وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوز فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
من المخالفات ً أيضا: عدم إسباغ الوضوء; والإسباغ: الإكمال, قال في الفتح: « أسبغوا » أي: أكلموا.[15]
* وكان يمر بنا – والناس يتوضؤون من المطهرة – قال: أسبغوا الوضوء فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال: « ويل للأعقاب من النار » .
* وعن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ً رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم  لم يصبها الماء فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم « أن يعيد الوضوء ». [16]وزاد « والصلاة » قال الأثرم: قلت لأحمد: هذا إسناد جيد.[17].
قال الشوكاني رحمه الله تعالى: والحديث يدل على وجوب إعادة الوضوء من أوله على من ترك من غسل أعضاءه مثل ذلك المقدار.
٥ استقبال القبلة عند البول أو الغائط : عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهر ولكن شرقوا أو غربوا »[18]. واختلف أهل العلم في هذا المبحث على عدة أقوال. وممن ذهب إلى القول بالتحريم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم. قال ابن القيم: لا فرق بين الفضاء والبنيان لبضعة عشر ً دليلا. قال الشيخ ابن القاسم: وهو أصح المذاهب في هذه المسألة وليس مع من فرق ما يقاومها ألبتة. أ.هـ.
ومن المخالفات ً أيضا: عدم التنزه من البول, وفي ذلك وعيد شديد كيف لا وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم ً كبيرا.
* أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى  عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة – أو مكة – فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم « يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله, وكان الآخر يمشي بالنميمة. ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل يا رسول الله! لمفعلت هذا? فقال: لعله أن يخفف عنهما مالمتيبسا – أو إلى أن ييبسا » ومن المخالفات ً أيضا: وهو متعلق بالذي قبله أن بعض الناس عند قضاء الحاجة لا يستر عورته الستر الشرعي بل يكتفي أو يهتم بستر قبله ودبره دون غيرهما, وهذا مخالف لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أمره بتغطية الفخذ وأنها من العورة.[19]
* صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم « مر على جرهد فقال: يا جرهد غط فخذك فإن الفخذ
عورة » .[20]
ومن المخالفات ً أيضا : أن بعض الناس قد يدركه وقت الصلاة وهو حاقن لبوله فيتحامل على نفسه ويجهدها لأداء الصلاة, ولم يعرف أن بفعله ذاك قد ضيق على نفسه وخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان » [21].
* وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الحاقن أيما أفضل يصلي بوضوء ً محتقنا أو أن يحدث ثم يتيمم لعدم الماء?!. فأجاب رحمه الله تعالى: صلاته بالتيمم بلا احتقان أفضل من صلاته بالوضوء مع الاحتقان, فإن هذه الصلاة مع الاحتقان مكروهة منهي عنها, وفي صحتها روايتان, وأما صلاته بالتيمم فصحيحة لا كراهة فيها بالاتفاق  والله أعلم.
ومن المخالفات ً أيضا: جهل كثير من الناس عند استيقاظه من النوم فيبدأ بالوضوء قبل غسل يديه أو يدخل يديه في إناء الوضوء قبل غسلها وقد ورد الأمر بغسل اليد قبل إدخالها في الإناء.
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ً ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ».[22].
ومن المخالفات ً أيضا: أن بعض الناس هداهم الله يتركون التسمية عند ابتداء الوضوء. فعن سعيد بن زيد وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه »[23].
وقد تقدم أن ابن القيم أشار إلى ثبوت الحديث. وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ساق طرق الحديث: والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له ً أصلا. وقال ابن أبي شيبة: ثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
قال شيخنا عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى في أثناء شرحه لكتاب منار السبيل: أما مسألة التسمية في مكان الخلاء فقال بعض أهل العلم: ( إن ذكر اسم الله في الخلاء مكروه والتسمية على الوضوء واجب, والواجب يقدم على المكروه ) .
مسح الرقبة في الوضوء: قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ولم يصح عنه في مسح العنق حديث ألبتة. أ.هـ [24] اعتاد بعض الناس أنه لا بد من غسل الفرج قبل كل وضوء ولو لم يحدث. وهذا خطأ شائع.
* والصواب في هذا أن يقال: من أدركته الصلاة وقد سبق ذلك نوم أو خروج ريح من دبره فما عليه إلا أن يتوضأ ولا يحتاج في ذلك إلى غسل فرجه, ومن اعتقد خلاف ذلك فقد ابتدع في دين الله إضافة إلى أن ذلك ًضربا من الوسوسة.
* وأما إذا أراد المسلم قضاء حاجته قبل الوضوء ففي هذه الحالة يجب عليه غسل فرجه وتنقية مكان البول والغائط.
يدل لذلك ما يأتي: فعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ من شن معلق ً وضوءا ً خفيفا. [25]
* وأخرج البخاري ً أيضا أن ً رجلا قال لعبد الله بن زيد رضي الله تعالى: أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ? فقال عبد الله بن زيد: نعم, فدعا بماء فأفرغ على يديه فغسل مرتين. . الحديث. ولم يذكر فيه أنه غسل فرجه ولا أشار إلى ذلك.
قال شيخنا الفاضل عبد الله بن باز رحمه الله تعالى: ( وإنما يجب الاستنجاء  أو الاستجمار من البول أو الغائط خاصة وما كان في معناهما قبل الوضوء ) [26]
ومن المخالفات المتعلقة بالوضوء ما يقع فيه كثير من الناس من عدم إكمال غسل اليدين إلى المرافق وإيضاح ذلك كما يلي: عندما يتوضأ المسلم فإنه يبدأ فيسم الله ثم يغسل كفيه ثم يتمضمض
ويستنشق ثم يغسل وجهه ثم يغسل يديه إلى المرافق. وهنا مكمن الخطأ فإن ً كثيرا من الناس يبدأ بغسل يديه من أسفل الكف إلى آخر المرفق. وفعله هذا فيه نقص لأن الواجب عليه غسل يديه كلها من أطراف الأصابع إلى المرافق وقد نبه على ذلك شيخنا عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى.
كما نبه إلى ذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في أحد خطبه فقال: ( وانتبهوا لأمر يخل به كثير من الناس وذلك أن بعض الناس إذا غسل يديه بعد غسل وجهه بدأ بهما من أطراف الذراع إلى المرافق ولا يغسل الكفين, وهذا خطأ لأن الكفين داخلان في مسمى اليد وعلى هذا فيجب أن تغسل يديك بعد غسل وجهك من أطراف الأصابع إلى المرافق. كما أن بعض الناس في أيام
ه ولكن يفسرهما ْ من دون المرفق في ي ّ الشتاء يكون عليه ثياب متعددة فيفسر ُكم ه حتى يتجاوزا ْي ّ الغسل, وهذا خطأ, فإن الواجب أن يفسر الإنسان ُكم المرفقين لأجل أن يدخل المرفقين في الغسل ) [27] ومن المخالفات المتعلقة بالطهارة ً أيضا: أن بعض الناس إذا اغتسل للجنابة وخاصة البدين يكون في جسمه مواضع أو مساقط بحيث يتراكم بعض اللحم على بعض كما هو الحال في جهة الصدر وعند إمرار الماء في أثناء الغسل ينحدر الماء على الطبقة العليا الساترة لما تحتها فتبقى الأجزاء المستورة جافة لم يصلها الماء وفي هذه الحالة يكون الغسل ً ناقصا.
ومن المخالفات التي يقع فيها كثير من الناس أن بعض الناس يترك مواضع في بدنه لا يصلها الماء عند الوضوء أو الغسل فمن تلك المواضع وهو أكثرها: * ما يكون بين الأصابع وخاصة أصابع القدمين, فيقوم بعض الناس في أثناء الوضوء بصب الماء على قدميه دون أن يقوم بإدخاله بين الأصابع فيبقى ما بين الأصابع ً جافا لم يصل إليه الماء فيخل بوضوئه ومن ثم بصلاته, وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وخصه لأهميته فقال ً مخاطبا أحد الصحابة رضي الله تعالى عنهم اسمه لقيط بن صبرة رضي الله تعالى عنه: « أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع » [28]
* قال الصنعاني: ظاهر في إرادة أصابع اليدين والرجلين ثم قال: والحديث دليل على وجوب إسباغ الوضوء وهو إتمامه واستكمال الأعضاء, أسبغ الوضوء أبلغه مواضعه ووفى كل عضو حقه وفي غيره
مثله. ومن المواضع ً أيضا: أن بعض الناس قد يكون على يده ساعة أو في إصبعه خاتم في أثناء الوضوء وعند الوضوء تحجب تلك الساعة أو ذلك الخاتم الموضع الذي تحته فلا يصل إليه الماء في ختل وضوؤه.
* والذي ينبغي عليه في مثل هذه الحالة أن يخلع الساعة أو الخاتم أو يحركهما عن مكانهما ليعم الماء جميع العضو فيتم وضوؤه.* قال البخاري: ( وكان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ)أ .هـ
ومن المواضع ً أيضا: أن بعض الناس قد يقع على يديه نوع من الدهان الذي تطلى به الحيطان وهو ما يعرف بالبوية. وهذا النوع إذا وقع على اليد يمنع وصول الماء إلى الجزء الذي يراد غسله فيبقى الوضوء ً ناقصا. * لذا فإن على من وقع على يديه شيء من هذا أن يبادر إلى إزالته قبل الوضوء بالمواد الخاصة لإزالته كالكيروسين وما شابهه. ومن المواضع ً أيضا: أن بعض النساء يجعلن على أظفارهن ما يسمى بالمناكير وهذا الطلاء فيه سماكة بحيث يمنع وصول الماء ً منعا ً باتا. * لذلك فيجب على النساء اللاتي يضعن هذا الطلاء أن يزلنه قبل الوضوء حتى يعم الماء الجزء المغطى فيتم الوضوء.



المبحث الثاني : مخالفات الصلاة وكيفية الاحتساب عليها
من المعلوم أن الله افترض علينا صلوات في كل يوم. وهذه الصلوات يختلف الناس في أدائها كلٌ بحسبه فمنهم مُحسن ومنهم مُسيء ولذا فلزاماً على كل مسلم أن يحرص على أداء صلاته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ليكمل له عمله، ويتم أجره، وقبل ذلك كله أن يجتهد في أن يكون عمله خالصاً لوجه الله الكريم. وبعد هذا يقال إن من أسباب نقص أجر الصلاة ما يحدث من بعض المصلين من الأمور المخالفة لصلاة النبي  القائل: { صلوا كما رأيتموني أصلي } [29]وكذا ما يحدث من بعضهم من إخلال بالوضوء، وعدم إتقانة، والنبي  يقول: { من توضأ كما أُمر وصلَّى كما أُمر غُفر له ما قدم من عمل }[30].
وأخيراً أخي المسلم: أقدم لك في هذه النبذة المختصرة بعض أخطاء الناس في طهاراتهم وفي صلاتهم؛ حتى تجتنبها وتنصح من وقع فيها بالإقلاع عنها؛ لتنال الأجر والثواب المتمثل في قوله : { من دل على خير فله مثل أجر فاعله }. وفقنا الله لكل خير وجعلناه هداةً مهتدين إنه سميع مجيب.
بعض المرضى الذين يفوتهم عدد مـن الـصلوات لا يـصلونها إلا في أوقاتها من الغد, وهذا خطأ واضح والواجب على أولئك أن يصلوا مـا فـاتهم من الصلوات فور تذكرهم لها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من نسي صـلاة أو نـام عنهـا  فكفارتهـا أن يـــصليها إذا ذكرهـــا » . [31]
في أثناء صلاة الكسوف أو الخسوف يدخل بعض النـاس بعـد رفـع الإمام من الركوع الأول, فإذا سلم الإمام من الصلاة سلم معـه; لأنـه يعتقـد أنه بإدراكه للركوع الثاني قد أدرك الركعـة كـما في الـصلوات الأخـرى. وهـذه خطأ فإن صلاة الكسوف والخسوف في كل ركعة ركوعان أو أكثـر ولا تـدرك الركعة إلا بإدراك الركوع الأول فيها, أما الصلوات الأخرى ففـي كـل ركعـة ركوع واحد.
وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة نصه: هل صحيح أن الركـوع الثـاني  من صلاة الكسوف سنة لا يعتـد بـه المـسبوق بحيـث يـأتي ا لمـسبوق بـالركوع الأول بركعة كاملة بركوعين بعد تسليم الإمام أمأن الركوع الثاني يقوم مقـام الأول?.
فأجابــت اللجنــة بــما نــصه : الــصحيح أن مــن فاتــه الركــوع الأول مــن الكسوف لا يعتد بهذه الركعة وعليه أن يقضي مكانها ركعة أخـرى بركـوعين;
لأن صلاة الكسوف عبادة والعبادات توقيفية فيقتصر فيهـا عـلى مـا ثبـت مـن كيفيتهـا في النـصوص الـصحيحة.[32] بعض المأمومين إذا قام الإمام إلى الركعة الأخرى مكث ً جالسا فترة من الزمن بحيث يأخذ الإمـام ً وقتـا مـن الركعـة التـي هـو فيهـا وذاك لا يـزال ً جالسا. وهذا خلاف السنة; لأن الواجب عليه متابعة الإمام لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنـما جعل الإمام ليؤتم به » [33] .
 * قال الشيخ محمـد بـن إبـراهيم رحمـه الله تعـالى: ( الغالـب عـلى أكثـرهم بطلان صلاته إلا أن الـذي يفعـل هـذا جهـال في الغالـب فإنـه تـرك ركـن إنـما يتركونه ً تكاسلا عن الصلاة فيما يتبقى فينبغي تنبيه من فعله ) بعض المصلين ينظر إلى موضع سجوده وقد أصاب الـسنة لكـن إذا قرأ الإمام( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) رفع ذلك المأموم رأسه ً قليلا  وقال: آمين, واعتياد هذا الرفع عند كل تأمين لا يجوز; لأنه محدث.
اعتاد بعض الناس أن يرفع صـوته بتكبـيرة الإحـرام ً رفعـا ً واضـحا يختلف عن باقي التكبيرات وسواء كان في ذلك ً مأموما أو ً منفردا.
وإفراد هذه التكبيرة – تكبيرة الإحرام – برفع الصوت دون غيرها يحتاج إلى دليل.
قال صلى الله عليه وسلم : « صلوا كما رأيتموني أصـلي » . والـذين نقلـوا عنـه صـلاته لم يذكروا أنه خص تكبيرة الإحرام برفع الـصوت, وهـذا حـسب البحـث, والله تعالى أعلم.
في بعض البلاد عندما تقضى الصلاة يقوم شخص بقراءة الفاتحة ثم يقول بعد ذلك إلى حضرة النبي.
وهذا جواب فضيلة الـشيخ ابـن عثيمـين رحمـها الله تعـالى: حكـم هـذا أنـه
بدعة من البدع التي لمتكن معهودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وكل مـا ابتـدع
في الدين فإنه لا ينفع صاحبه بل يضره .كما قال النبـي صلى الله عليه وسلم ً محـذرا مـن ذلـك: « إياكم ومحدثات الأمور فإن كل مبدعـة ضـلالة » . وهـذا العمـل الـذي يكـون بعد الـصلاة وهـو قـراءة الفاتحـة أو آيـة الكـرسي بـصوت مرتفـع يـستمع إليـه ً عنهـا بـأن الحاضرون لا شك أنهمن البدع التي ينهى عنها ويؤمر الناس بـدلا  يقوموا بما وردت به الـسنة مـن الأذكـار التـي تكـون أدبـار الـصلوات.
بعض الناس إذا كان يصلي ً منفـردا ودخـل معـه أحـد في صـلاته رد ذاك الداخل بيده يأمره بالانصراف عنه وخاصة إذا كان يصلي ً نفلا يظن أنه لا يجوز أن يصلي ً إماما وهو متنفل بآخر مفترض, وهذا فهـم خـاطئ والـصواب جواز ذلك.
ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة هذا نصه: السؤال: إذا كان أحد المصلين يصلي ً منفـردا ودخـل معـه آخـر ً مقتـديا بـه فهل ذلك جائز أم لا? وهل في ذلك فرق بين الفرض و النفل?.
كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيصلي بقومه تلك الصلاة ) [ متفق عليه ].
في أثناء الصلاة على الجنـازة يقـوم بعـض النـاس بإنـشاء صـف عـن يمين الإمام وقد يكون عدد المصلين في ذلك الصف ً قليلا بحيث لا يبلغ نهاية الصف.
والذي يعتاد ً أيـضا أن غالـب مـن يـصف عـن يمـين الإمـام هـم قرابـة الميت, وهذا يحتاج ً أيضا إلى دليل.
فيقال: الصواب أن يقف الجميـع في صـفوف تامـة خلـف الإمـام لعمـوم الأحاديث الواردة في تـسوية الـصفوف في الـصلاة, فهـي لمتفـرق بـين صـلاة وصلاة, ومن تلك الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم : « لتـسون صـفوفكم أو ليخـالفن الله بين وجوهكم [34]»  . وقوله: « سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الـصلاة »[35] .
ينكر بعض المأمومين على إمامهم إذا قدم سورة على سـورة خـلاف ترتيب المـصحف وبعـضهم يبـالغ في الإنكـار كـأن الإمـام فعـل ً محرمـا, وهـذا جهل منهم, فإن ترتيب السور في القرآن الكريم فيه خلاف بـين العلـماء وهـل هـو تـوقيفي أما جتهـادي مـن الـصحابة رضيا الله عـنهم? وقـد ذهـب شـيخ الإسـلام ابــن تيميـة وابــن كثــير وغيرهمـا إلى أن ترتيــب الـسور اجتهــاد مــن الصحابة رضيا الله عنهم.
* ورد للجنة الدائمة سؤال عن رجل صلى ً إماما بجماعة فقـرأ في الركعـة الأولى بعد الفاتحـة سـورة ( تبـت ) ثـم قـرأ في الركعـة الثانيـة ( سـورة الفيـل ) وذلـك في صـلاة العـشاء, فهـل يجـوز قـراءة سـورة بعـد سـورة أقـدم منهـا في الكتاب أم لا?.
وكان الجواب ما نصه: ( إذا كان الأمر كما ذكر فليس في ذلك شيء ولكن الأولى أن تكون الـسورة التـي في الركعـة الثانيـة بعـد الـسورة التـي في الركعـة
الأولى حسب ترتيب المـصحف, وبـالله التوفيـق.
يلاحظ عـلى بعـض النـاس إذا صـلى ً إمامـا ومعـه مـأموم واحـد كـما يحصل لبعض من فاتتهم الصلاة يلاحظ أن الإمام يتقـدم ً يـسيرا عـن المـأموم.
والأصل في هذا أن يكون المأموم ً محاذيا لإمام هدون تقدم أو تأخر.
* قال البخاري رحمه الله تعالى:( باب: يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين ) .
ثم ذكر حديث ابن عباس عندما بات عند خالته ميمونة وفي الحديث أنـه صلى الله عليه وسلم : « نام ثم قام ابن عباس عن يساره فجعلني عن يمينه .. » . الحديث.
* قال ابن حجر رحمه الله تعالى: ( قولـه: سـواء أي لا يتقـدم ولا يتـأخر.
وذكر عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الرجـل يـصلي مـع الرجـل أيـن يكـون  منـه? قـال: إلى شـقه الأيمـن. قلـت: أيحـاذي بـه حتـى يـصف معـه لا يفـوت أحـدهما الآخـر? قـال: نعـم. قلـت: أتحـب أن يـساويه حتـى لا تكـون بيـنهما  فرجة? .قال: [36]نعم: كثـير مـن النـاس يـدخل والإمـام راكـع ومـع تكبيرتـه للـدخول في الصلاة قال الإمام سمع الله لمن حمده ومع ذلك فيعتدون بتلـك الركعـة وهـذا جهل منهم وإلا ففي مثل هذه الحالة لا يعتـبر ً مـدركا للركعـة; لأنـه لم يـشترك مع الإمام فيشيء من الركوع.
* ورد في فتاوى اللجنة الدائمة ما نصه: من كبر تكبيرة الإحرام حال رفع الإمام من الركوع لا يعتد بهذه الركعة, وكذا من كبر تكبيرة الإحرام ثم كبر تكبيرة الركـوع وركـع حـال رفـع الإمـام من الركوع لا يعتد بهذه الركعة; لأنه فاته الاشتراك مع الإمام في الركوع بقدر يكفي بهـذه الركعـة; لأنـه فاتـه الاشـتراك مـع الإمـام في الركـوع بقـدر يكفـي للاعتداد بهذه الركعة وعليه أن يأتي بعدها ركعة بدلها بعد سـلام الإمـام ومـن كبر تكبيرة الإحرام ثم أدرك الإمام وهو راكع فركع معه قدر يحقـق الطمأنينـة اعتد بهذه الركعة عنـد جمهـور العلـماء لحـديث: « إذا جئـتم إلى الـصلاة ونحـن سجود فاسجدوا ولا تعدوها ًشيئا ومن أدرك الركعة فقـد أدرك الـصلاة » [37]. ولحـديث: « مـن أدرك ركعــة مــن الــصلاة فقــد أدرك الــصلاة »[38].
بعض النـاس إذا أحـدث في صـلاته أو تـذكر أنـه دخـل فيهـا بـدون وضوء سلم عن يمينـه وشـماله – سـواء كـان ً قـائما فيهـا أو ً قاعـدا – ثـم خـرج منها. والخطأ هنا سلامه فليس هذا موضع السلام فالسلام ختام الـصلاة وهـو عندما تذكر أنه على غير وضوء أو في أثناء إحداثه انفصل عن الصلاة ولم يعـد ً باقيـا فعليه أن يخـرج مـن الـصلاة دون تـسليم; لأن التـسليم خـاصب ختـام الصلاة كما ورد في الحديث: « تحريمها التكبير وتحليلها التسليم » [39]
يلاحظ على بعـض المـصلين أنـه يطيـل الـسجدة الثانيـة مـن الركعـة الأخيرة إطالة واضحة بـل إن بعـضهم يطيلهـا حتـى تكـون قـدر ركعـة أو مـا يقاربها, وهذا خلاف السنة. والذي ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجعل سجوده قريب من الركـوع في الطـول.
 وربما بالغ في الإطالـة لكـن لأمـر عـارض كـما ورد عـن بعـض الـصحابة « أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فسجد فيها فأطال السجدة فقال النـاس: يـارسـول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حـدث أمر أو أنـه يـوحى إليـك. قـال: كـل ذلـك لميكـن ولكـن ابنـي ارتحلنـي – أي: اتخذني راحلة بالركوب على ظهري – فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته »[40]. فهذه الحالـة عارضـة أمـا أن يجعـل المـصلي ً دائـما الـسجدة الأخـيرة مـن الركعة الأخيرة أطول سجدة في الصلاة فهذا أمر لا يجوز; لأنه خلاف السنة.بعض الناس إذا قام يقضي ما فاته مع الإمـام ثـم جـاء آخـر ليـدخل معه دفعه المسبوق ورده عن الدخول معه بل أن بعـض مـن يـراه مـن المـصلين ينكر دخوله في المسبوق, وهذا الإنكار في غير محله.



الخاتمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:-
فبعد الوقوف على عدد من كتب ومراجع و التي ساقها القرآن الكريم والحديث النبوي في الاحتساب  على المخالفات الطهارة والصلاة ، وبيان ما فيها من الأساليب وإيضاح ، يجدر التأمل فيها والسير على نهجها، وذلك طلباً للنجاة من النار التي أخبر الله (سبحانه وتعالى) عنها بقوله:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واحتساب المخالفات على ضوء الكتاب والسنة  يتطلب منا تحري المنهج السليم في دعوتهم إلى الله (سبحانه وتعالى). ففي شأن تعريف الحسبة والاحتساب لغة واصطلاحا لابد لنا الرجوع إلى مراجعه الكتب والاقتباس من مصادرها ودور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  ونظام الدولة القائمة على شرع الديني .
النتائج البحث :
أهم نتائج البحث:
1.   وقد أنهيت البحث بخاتمة لخصت فيها قضية البحث وأهميته، ثم جاء بعدها النتائج والتوصيات التي انتهيت إليها، والتي تُسهِم في إعلاء قيمة المسؤولية والاحتساب الاجتماعي، ونشر ثقافة واعية نحو هذه الأصول والمتطلبات في إيضاح  مخالفتي الطهارة والصلاة  والاحتساب ، التي تسهم في بناء المجتمع الإسلامي التي يقوم عليها، وأهم النتائج هي:
2.   أن المسؤولية الطهارة والصلاة  وضرورة إنسانية وشرعية، والتزام مجتمعي، وحاجة إليها
3.   أن نشر الثقافة الواعية حول القيمة الفقيه والاصولية لشرع  وأهميتها في المجتمع.




وإن مما يوصي به الباحث في ختام هذا البحث ما يلي:-
1-    الحرص على دعوة الوالدين لما لهم من الحق على الأولاد وسلوك المنهج القرآني في مخاطبتهم في الدعوة، وذلك بتأمل ما عندهم من النقص في جوانب الدين، فإن كانا غير مسلمين تكون دعوتهم إلى الإسلام، وإن كان مسلمين تتم دعوتها في جوانب التقصير سواء كانت ترك واجبات، أو وقوع في محرمات.
2-    إن نفع الأبناء ليس مقصوراً على التربية البدنية، بل أعظم من ذلك التوجيه الدعوي القائم على المنهج القرآني. ويكون ذلك بتعليمهم كتاب الله، وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وغرس العقيدة السليمة فيهم، وأمرهم بالصلاة وتعليمهم العبادات على الوجه الصحيح. فإن المسؤولية الدعوية تقع في الدرجة الأولى على الوالدين، فإذا أغفل الوالدان واجبهما في ذلك ربما كان ذلك سبباً في انحراف الأبناء عن الطريق المستقيم. 
3-    لابد أن يحرص الداعية على نفع إخوانه وأخواته بالتوجيه إلى الخيرات والتحذير من المنكرات، ولو كانوا أكبر وأصلح. فإن رابطة النسب لها من الحقوق ما لها، وأعظم هذه الحقوق ما يتعلق بالدين من دعوتهم إلى الله (سبحانه وتعالى)، وقد يكون الأخ أكبر من الداعية أو أصغر فيختار الأخ الداعية لكل ما يناسبه من نوع الخطاب الدعوي، ولا يغفل عن الكلمة الطيبة والهدية النافعة، التي تقرب الأخ لأخيه وتكون سبباً في قبول الدعوة.



فهرس القرآن الكريم :
م
الآية
السورة
رقم الآية
الصفحة
1
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
سورة النساء
1

1
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
. آل عمران
102
1
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ
سورة الحشر
18
1
2
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً
المؤمنين
115
3
3
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِي
الذارايات
56
3

{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم
النساء
1
7

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا
الأحزاب :
70، 71
8
4
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
آل عمران 
104
11
5
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
آل عمران
110
11
6
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ
آل عمران 
104
24


















فهرس الحديث
م
الحديث
الراوي
الصفحة
1
{صلى الله عليه وسلم" من صام رمضان إيماناً واحتساباً
رواه البخاري
15
2
{من رأى منكم منكراً فليغيره بيده
رواه مسلم
15
3
{ كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد.
رواه البخاري
15
4
{ إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهر ولكن شرقوا أو غربوا
رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن
15
5
{
أخرجه البخاري
17
6
{
رواه مسلم
17
7
{
أخرجه أحمد وغيره
18
8
{إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ً
رواه مالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن
18
{ لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه.
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم.
18
9
{ فعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة.
رواه البخاري
19
10
{أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع .
الحديث أورده الحافظ في بلوغ المرام وقال: أخرجه الأربعة
21
11
{من نسي صـلاة أو نـام عنهـا  فكفارتهـا أن يـــصليها إذا ذكرهـــا
رواه البخـــاري ومـــسلم وأبـــو داود - والنسائي والترمذي بألفاظ متقاربة.
22
12
{إنـما جعل الإمام ليؤتم به
رواه البخاري ومسلم
23
13
{لتـسون صـفوفكم أو ليخـالفن الله بين وجوهكم 
البخاري
24
14
{سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام
البخاري ومسلم
24
15
{إذا جئـتم إلى الـصلاة ونحـن سجود فاسجدوا ولا تعدوها ً.
رواه أبـو داود وابـن زيمـة والحـاكم
26
16
{مـن أدرك ركعــة مــن الــصلاة
رواه لــشيخان
26
17
{ تحريمها التكبير وتحليلها التسليم » 
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة
26

{ صلوا كما رأيتموني أصلي }
رواه البخاري.
28

{ من توضأ كما أُمر وصلَّى كما أُمر غُفر له ما قدم
رواه أحمد والنسائي
28




فهرس الاعلام  :
م
الاسم
نبذة عنه
1
أبو الحسن الماوردي
الإمام العلامة ، أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري ، الماوردي ، الشافعي ، صاحب التصانيف .

الإمام القرطبي أبو عبد الله
    - محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح كنيته ولد بقرطبة
الحسن البكري :هو الحسن بن محمد بن عمرو التيمي النيسابوري ثم الدمشقي أبو على صدر الدين البكري
  .

أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووي الشافعي
أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووي الشافعي (631هـ-1233م/ 676هـ-1277م) اسمه يحيى بن شرف بن مُرِّي



فهرس الموضوعات
م
المحتوى
الصفحة
1
المقدمة
1
2
مشكلة البحث
2
3
أهمية البحث
2
4
أهداف البحث
3
5
مصطلحات البحث
4
6
منهجية البحث
4
7
الدراسات السابقة
5
8
خطبة الحاجة
7
9
الفصل الأول : تعريف الحسبة وأهميتها
8
10
تعريف الحسبة لغة
9
11
تعريف الحسبة اصطلاحا
9
12
اركان الحسبة
10
13
المحتسب عليه
10
14
الاحتساب
10
15
مشروعيه في القرآن الكريم
11
16
مشروعيه في السنة المطهرة
12
17
مشروعيتها في الاجماع
13
18
حكمها
13
19
الفصل الثاني : مخلفات  عن الطهارة والصلاةواحتسابهما
14
20
المبحث الاول مخالفات الطهارة
15
21
مخالفات الطهارة واحتسابها
17
22
المبحث الثاني : الصلاة  واحتسابها
22
23
كيفية الاحتساب عليها
25
24
الخاتمة
28
25
فهرس آيات القرآن الكريم
30
26
فهرس الاحاديث النبوية
31
27
فهرس الاعلام
32
28
فهرس المواضيع
33
29
المراجع
35




المراجع  :
1.                كتاب (الأحكام السلطانية): لأبي الحسن الماوردي - طبع الكتب العلمية - بيروت 1978.
2.                كتاب (نهاية الرتبة في طلب الحسبة): لعبد الرحمن بن نصر الشيزري - لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة 1946.
3.                كتاب (نهاية الرتبة في طلب الحسبة): لمحمد بن أحمد بن بسام تحقيق حسام الدين السامرائي مطبعة المعارف بغداد 1968.
4.                كتاب (أحكام السوق): ليحيى بن عمر - تحقيق حسن حسني عبد الوهاب - طبع الشركة التونسية للنشر تونس 1975.
5.                كتاب (معالم القربة في أحكام الحسبة): لمحمد بن أحمد القرشي المعروف بابن الإخوة.
6.                تحقيق المستشرق روبن ليفي  Reuben Levy  طبع مطبعة جامعة كمبردج
7.                انكلترا 1938.
8.                كتاب (المقدمة): لابن خلدون - مطبعة بولاق - القاهرة 1320هـ.
9.                كتاب (خطط الشام): لمحمد كرد علي (الجزء الخامس) - طبع دار القلم - بيروت 1972.
10.           كتاب (صبح الأعشى): لأحمد بن علي القلقشندي - طبع وزارة الثقافة المصرية (الجزء الحادي عشر).
11.           كتاب (الحسبة في الإسلام): لأحمد أبوالعباس - مطبعة المنار - القاهرة 1340.
12.           مجلة عالم الفكر (الكويت): المجلد التاسع - العدد الاول (نيسان، أيار، حزيران 1978).
13.           صاحب البحث: الأستاذ عبد العال عبد المنعم الشلمي - جامعة القاهرة.
14.           أبحاث المؤتمر السنوي السابع لتاريخ العلوم عند العرب المنعقد في جامعة حلب بإشراف معهد التراث العلمي العربي 1403هـ - 1983م.
15.           صاحب البحث: الصيدلي كمال شحادة.







([1])   الآية (1) من سورة النساء .
([2])   الآية (102) من سورة آل عمران .
([3])   الآية (18) من سورة الحشر .
([4])   خطبة الحاجة :" التي كان الرسول e يعلمها أصحابه " ، أخرجها أبي ماجه بهذا اللفظ في كتاب النكاح ، باب خطبة النكاح ، ح (1892) . انظر : سنن ابن ماجه ، ص : 329 ، وبنحو هذا اللفظ أخرجها أبو داود في كتاب النكاح باب في خطبة النكاح ، ح (2118) ، انظر سنن أبي داود ، ص : 321، وأخرجها الإمام الترمذي في كتاب النكاح باب ما جاء في خطبة النكاح ، 0 (1105) انظر سنن الترمذي ، الجامع الصحيح ، ص : 261 ، والنسائي في كتاب الجمعة ، باب كيفية الخطبة ، ح (1404) ، انظر : سنن النسائي ، ص ك 230 ، وقد جمع أحاديثها وتتبع طرقها وأثبت صحتها الشيخ العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني – رحمه الله – في رسالته خطبة الحاجة التي كان رسول الله – e – يعلمها أصحابه ، ص : 15–43 ، كما ذكر الحكم بصحتها في نفس الصفحات التي ذكرت بها الخطبة في السنن السابقة .
([5])   الآية (115) من سورة المؤمنون .
([6])   الآية (56) من سورة الذارايات .
[7] - سورة النساء : 1
[8]  سورة الأحزاب : 70 ، 71
[9] -  سورة آل عمران  الآية رقم  (104)
[10] سورة آل عمران   الآية رقم  (110)
[11] رواه البخاري
[12] النساء:43
[13] رواه مسلم
[14] أخرج البخاري
[15] روى البخاري في صحيحه عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة
[16] - رواه أحمد وأبو داود
[17] والحديث أخرجه أبو دواد والحاكم
[18] - رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن
أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم بإسناد[19]
[20]  وأخرج الحاكم في مستدركه قوله صلى الله عليه وسلم : « ما بين السرة والركبة عورة » إسناده حسن.
[21]  أخرجه مسلم عن عائشة رضيا الله تعالى عنها.
[22] رواه مالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن
[23] رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم.
[24] زادالمعاد: ١٩٥ /١
[25] الحديث رواه البخاري ولميذكرابن عباس أنهصلى الله عليه وسلم غسل فرجه.
[26] - كتاب الدعوة [ الفتاوى: ٣٩ ].
[27]  من رسالة للشيخ محمد بن عثيمين في الطهارة.
[28]الحديث أورده الحافظ في بلوغ المرام وقال: أخرجه الأربعة
[29] رواه البخاري.
[30] رواه أحمد والنسائي
[31] -  رواه البخـــاري ومـــسلم وأبـــو داود - والنسائي والترمذي بألفاظ متقاربة.
[32] - مجلـة البحـوث الإسـلامية: ٩٨ /١٣ – . ٩٣ /٢٣
[33] الحديث. [ رواه البخاري ومسلم ].
[34] أخرجه البخاري ومسلم
[35] رواه البخاري ومسلم
[36] الفتح: ١٩١−١٩٠ /٢
[37] رواه أبـو داود وابـن خزيمـة والحـاكم في المـستدرك ].
[38] رواه الــشيخان [ مجلــة البحــوث الإسلامية المجلد الثاني العدد الأول: ٢٨٨ ].
[39] - رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة
[40] - انظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص: ١٥٧

ليست هناك تعليقات :

تسمية 2

تسمية 3

تسمية 4