أبحاث علمية جاهزة للطباعة malooo2
حقوق الطبع والنشر محفوظة للسيد / محمد صلاح الملاح . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون

Find Us On Facebook

احدث مواضيعنا

بحص جاهز عن الإمام أبو حنيفة النعمان

المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة أم القرى
كلية الشريعة
قسم محاسبة















مقدمة
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وأطهر الخلق أجمعين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أما بعد
  من علماء المسلمين الأجلاء، الذين جابوا الأرض شرقاً وغرباً من أجل تحصيل العلوم بعامة، وعلوم الدين والفقه على وجه الخصوص.
  عاش – رحمه الله – للعلم مقدراً، ومن أعظم علماء الإسلام احتراماً للعلم والفقه، وقد حكي أنه تعرض كثيراً للتعذيب واللون في سبيل إصراره على مواقفه الدينية وتمسكه بقيمه الدينية.
  كما أن الإمام أبا حنيفة يؤثر عنه أنه كان لا يذهب لتعليم الناس في بيوتهم ولو كانوا الخلفاء والأمراء، وها هو الخليقة المأمون يرسل له ليتعلم على يده، فيرد عليه قائلاً: "إن العلم يؤتى إليه ولا يأتي إلى أحد"، فذهب إليه الخليفة وتعلَّم علوم الدين على يديه.
  كما عرف عن الإمام – رضي الله عنه – دقته وتحريه الطهارة التامة إذا حدّث، فكان يتطهر ويتوضأ ويصلي ركعتين قبل أن يتحدث في علم من علوم الدين المختلفة الأفرع.
  ولذا كان جديراً بنا أن نقف مع حياة هذا العالم الجليل عدة وقفات نتعرف فيها على حياته وعلومه وننهل من واسع علمه.. بارك الله في علماء المسلمين ونفعهم بعلم إمامهم الرائد المدقق أبي حنيفة النعمان....

الإمام أبو حنيفة
مولد أبو حنيفة:
  في سنة 80 هـ ولد أبو حنيفة، وفي سنة 120 هـ كان يلقي على الناس أصول مدرسة الكوفة ليدونها أبو يوسف وغيره من التلاميذ، ويسجلها من بعدهم رهط كبير من العلماء. تلألأ في سماء الدولة العباسية التي لم تبدأ حياتها إلا في سنة 132هـ، وازدهرت فيها الحضارة العلمية في أيام الرشيد في أواخر القرن وفي أيام المأمون وما تلاها في القرن الثالث الهجري.
نسب أبي حنيفة رضي الله عنه:
  قال محمد بن يزيد أبو حنيفة مولي لنبي يتم الله بن ثعلبة، وعن عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال أبو النعمان بن ثابت بن زوطي، فأما زوطي فإنه من أهل كابل، ولد ثابت على الإسلام، وكان زوطي مملوكاً لبني عبد الله بن ثعلبة فاعتقد فولاؤه لنبي ثعلبة ثم لبني قفل، وكان أبو حنيفة خزازاً و معروف في دار عمرو بن حريت بالكوفة.
صفات أبي حنيفة:
  اتصف أبو حنيفة بصفات تجعله في الذروة العليا بين العلماء، فقد اتصف بصفات العالم الحق، أثبت الثقة، بعيد المدى في تفكيره، المتطلع إلى الحقائق، الحاضر البديهة التي تسارع إليه الأفكار.
  وقد كان رضي الله عنه ضابطاً لنفسه، مستوليا على مشاعره، لا تعبث به الكلمات العارضة ولا تبعده عن الحق العبارات النابية كان مرة يناقش في مسألة أفتى فيها واعظ العراق وذو المكانة بين أهلة الحسن البصري، فقال: اخطأ الحسن، فقال له رجل أنت تقول أخطأ الحسن يابن الزانية، فما تغير وجهة ولا تلون، ثم قال: أي والله أخطأ الحسن وأصاب عبد الله بن مسعود، وكان يقول اللهم في ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له. فلم يكن هدوء أبي حنيفة هذا وسعة صدره صادرين عن شخص جامد الحس ضعيف الشعور بل كان ذا قلب شاعر، ونفس محسة. فقد كان هدوءه هدوء الحازم الضابط لنفسه الصبور المحتمل الذي لا يطيش فكره راء العواصف التي تعرض للنفس ولقد كان ثابت الجأش رابط الجنان، يروى أن حية سقطت من السقف في حجره وهو في حلقة بالمسجد فتفرق كل من حوله ولكنه استمر في حديثه ونحاها.
شيوخه:
  قال أبو حنيفة كنت في معدن العلم والفقه، فجالست أهله ولزمت فقيهاً من فقهائهم هذه هي الجملة التي قالها أبو حنيفة في تربيته العلمية، وفي دراساته الفقهية طالباً قبل أن يكون مفتياً، وهي بظاهر ألفاظها تدل على أن أبا حنيفة عاش في وسط علمي، ونشأ فيه، وأنه جالس العلماء الذين كانوا في الأواسط وأخذ منهم، وعرف مناهج بحثهم. وجد فيه ما يرضى نزوعه العلمي، فلزمه. واختص بهذه الملازمة، وإن لم يهجر سواه.
  ولقد كان شيوخه من نحل مختلفة وفرق متباينة، فقد جالس عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ومن الفرق التي جالسهم. الكيسانية ومنهم الزيدية ومنهم أئمة الإمامية، الإثناعشرية، والإسماعيلية.. إلخ. ولقد التقى بأنس بن مالك وائلة بن الأسفع. وأبو الطفيل عامر بن وائلة.


تلاميذه:
  لقد كان لأبي حنيفة تلاميذ كثيرون منهم من كان يرحل إليه ويستمع أمراً ثم يعود إلى بلده بعد أن يأخذ طريقه، ومناهجه ومنهم من لازمه، وقد قال في أصحابه الذين لازموه أكثر من مرة "هؤلاء ستة وثلاثون رجلاً، منهم ثمانية وعشرون يصلحون للقضاء، وستة يصلحون للفتوى، واثنان أبو يوسف وزفر يصلحان لتأديب القضاة وأرباب الفتوى".
علم أبو حنيفة ومصادره:
  لم يعرف تاريخ الفقه الإسلامي رجلاً كثر مادحوه وناقدوه كأبي حنيفة رضي الله عنه فقد كثرت الألسنة في قدحه، كما ألفت الكتب الكثيرة في مدحه، ذلك بأنه كان فقيهاً مستقلاً قد سلك في تفكيره مسلكاً استقبل به، وتعمق فيه وأغور، فكان لابد أن يجد الموافق المعجب والمخالف المحنق. ولقد كان جل من ذموه ممن لم يستطيعوا مجاراته في استقلال فكره، أو لم تصل مداركهم إلى أفقه، أو من المتزمتين الذين يرون كل طريق لم يؤخذ فيه بأقوال السلف وحدها هو بدع منكور. وليس بحق معروف فقد وجدوه أكثر من الرأي، حيث كان يجب التوقف في نظرهم أو الأخذ بالقليل. وبعض ناقديه ممن جهلوه ولم يعرفوا تقاه ومروءته وما آتاه الله من فضله، من عقل موفور، وعلم غزير، وقدر خطير، ومنزلة عند العامة والخاصة، ومهما يكن تعدد أصناف القادحين وكثرة كلامهم.
  فقد أنصف التاريخ فقيه العراق ممن شنع عليه، وكاد له في حياته، وممن افترى عليه بالكذب من بعد مماته، واستمع الناس إلى أقوال من زكوه، وأثنوا عليه على أنها شهادة الصدق، وقول الحق، ثم بقيت كلمات اللاغطين دليلاً على أن الإنسان مهما يعظم قدره وفكره وإخلاصه ومروءته ودينه.
  فقد قال فيه المحدث ابن جريح في مطلع حياته: "سيكون له في العلم شأن عجيب" وقال فيه بعد أن كبر وذكر عنده: "إنه الفقيه. إنه الفقيه".
  وقد قال فيه بعض معاصريه: "كان أبو حنيفة عجباً من العجب. وإنما يرغب عن كلامه من لم يقو عليه".
  وقال فيه الأعمش معاصرة: "إن أبا حنيفة لفقيه".
فقه أبي حنيفة:
  إن فقه أبي حنيفة هو الميزة التي تميز بها واشتهر، وعرف وذكر ولكنا وقد وجهنا إلى دراسة هذا الفقه. نجد السبيل ليس معبداً فإن أبي حنيفة لم يؤلف في الفقه كتاباً وما ذكر من كتب منسوبة إليه هو في العقيدة وما حولها وهي الفقه الأكبر، ورسالة العالم والمتعلم، ورسالة إلى عثمان البتى، وكتاب الرد على القدرية والعلم شرقاً وغرباً. بعداً وقرباً. ولقد قيل إن كتاب الفقه الأكبر هو كتاب في الفقه لا في العقائد، وإنه يحتوي على ستين ألف مسألة وقيل أكثر. ولكن لم يوجد هذا، ولا يمكن الكلام في شيء ليس تحت العيان، حتى يتأتى لنا اختباره ومحضه ومقدار الصحة فيه، وعلى أي حال فالمشهور أن كتاب الفقه الأكبر في العقائد والمشهور بين الناس هو فيها، فلا يفرض سواه، حتى يكون الآخر في العيان، وإن كان هذا المشهد أو المشاهد المعاين ما زالت نسبة موضوع خطر.

مسند أبي حنيفة:
  إذا كانا لم نجد لأبي حنيفة كتاباً مدوناً في الفقه منسوباً إليه فقد ذكر العلماء مسنداً من الأحاديث والآثار منسوباً إليه وهو مرتب على ترتيب الفقه، ومجمع في ترتيب الأحكام تجميع الكتب المؤلفة، أفهذا المسند من عمله، وترتيبه منسوب إليه؟ أم أن رواية أصحابه عنه، تلقوه بالطريقة التي تلقوا بها فقهه وهي أن يدونوا ما يذكره لهم في درسه ثم جمعوا تلك المرويات، فرتبوها وبوبوها، ونشروها، ومن المؤكد الذي لا ريب فيه أن أبا يوسف جمع طائفة كبيرة من تلك المرويات وسماها الآثار، وأن محمداً جمع كذلك طائفة، وسماها أيضاً الآثار وقد اتحدت مرويات كثيرة في كلا الكتابين. فهل هذه المرويات لأصحابه في المسند الذي ينسب إليه؟ لقد قال بعض العلماء ذلك ورحبه كثيرون وقد قال ابن حجر العسقلاني في كتاب تعجيل المنفعة: "أما مسند أبي حنيفة فليس من جمعه والموجود من حديث أبي حنيفة إنما هو كتاب الآثار الذي رواه محمد بن الحسن.
  ما روي عن أبي حنيفة في الأصول التي بني عليها مذهبه:
  قال عبيد بن أبي قرة سمعت يحيى بن الهزيس قال شهدت سفيان الثوري وأتاه رجل له مقدار في العلم والعبادة فقال له يا أبا عبد الله، ما تنقم على أبي حنيفة. قال وما له؟ قال سمعته يقول قولاً فيه إنصاف وحجة أني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله والآثار الصحاح عنه التي فشت في أيدي الثقات عن الثقات، فإذا لم أجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت بقول أصحابه من شئت وأدع قول من شئت ثم لا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب وعدد رجالاً قد اجتهدوا في أن اجتهد كما اجتهدوا.
قال: فسكت سفيان طويلاً ثم قال. كلمات برأيه ما بقي في المجلس أحد إلا كتبها: نسمع الشديد من الحديث فنخافه. ونسمع الدين فنرجوه، ولا نحاسب الأحباء ولا نقضي على الأفوات، نسلم ما سمعنا ونكل ما لا نطلع على علمه إلى عالمه، ونتهم رأينا لرأيهم.
ذكر ما روي في ورع أبي حنيفة رضي الله عنه:
  قال أحمد بن عطية سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول سمعت محمد بن الحسن يقول: كان أبو حنيفة واحد زمانه، ولو انشقت عن الأرض لانشقت عن جبل من الجبال في العلم والكرم والمؤاساة والورع والإيثار لله مع الفقه والعلم.
  كما قال ابن المبارك: ازداد أبو حنيفة أني يشتري جارية فمكث عشر سنين يختار ويشاور من أبي سبي يشتري. وقال يزيد بن هارون: كتبت عن ألف شيخ حملت عنهم العلم ما رأيت والله فيهم أشد ورعاً من أبي حنيفة ولا أحفظ الله.
وفاته:
  مات أبو حنيفة كما يموت الصديقون والشهداء وكان ذلك سنة 150 هـ وقيل سنة 153 هـ والصحيح الأول، وقد كان في الموت راحة لذلك الضمير المعني، ولذلك الوجدان الديني المرهف، ولذلك القلب القوي ولذلك العقل الجبار، ولتلك النفس الصبور التي لاقت الأذى فاحتملته. لاقته من المخالفين في الآراء. فأبو حنيفة رضي الله عنه كان من أعظم أبطال ذلك النوع من الجهاد وممن انتصر في كل ميادينه، وكان جلداً في جهاده قوياً في جلاده، حتى وهو يلفظ النفس الأخير، فهو يوصي أن يدفن في أرض طيبة لم يجر عليها غصب. وألا يدفن في أرض قد اتهم الأمير بأنه غصبها، حتى يروى أن أبا جعفر عندما علم ذلك قال: "من يعذرني من أبي حنيفة حياً وميتاً. ولعظمة العلم والدين والخلق والروح روعة وتأثير في الناس لا يقل عن عظمة للسلطان وجاء الحكام، ولذلك شيعت بغداد كلها جنازة فقيه العراق، والإمام الأعظم. ولقد قدر عدد من صلوا عليه بخمسين ألفاً حتى لقد صلى أبو جعفر نفسه على قبره بعد دفنه فقد مات أبو حنيفة ببغداد ودفن بها. رحمه الله.












الخاتمة
  لعالمنا الجليل من الصفات والشيم ما لا يمكن لبحث متواضع مثل الذي نحن أمامه المقدرة على التعرض لشخصية عطرة ونفس مؤمنة كالعالم والإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله.
  وإن كان البحث قد تعرض للعديد من ترجمة شخصيته والوقوف عند بعض ملامح حياته، إلا أن هناك العديد من الأمور التي لا يغطيها بحث أو بحوث، وذلك لما للإمام من مواقف تاريخية إسلامية ضرب فيها أروع الأمثلة في الصبر على البلاء والقدرة على التحلي بالحلم والمثابرة والثبات على الحق.
  ... من خلال هذا البحث تم التعرف على مولده والأقوال التي ترددت مع اختلافها بشأن تاريخ مولده وكذلك نسبه وعلومه وشيوخه وورعه وتقواه.
  وإن كان الإمام أبو حنيفة النعمان قد وصف بأوصاف وسجايا عديدة فإن خير ما يوصف به هو شدة تقواه وزهده في الدنيا مهما كلفه ذلك ولو كانت حياته.
  إن شخصية الإمام أبي حنيفة لسجل ومنهج ينبغي تدريسه للأجيال الناشئة، لتعرف كيف يكون الإسلام الحق، وكيف يكون طباع المؤمنين.. رضي الله عن الإمام.


المراجع
1- أبي عبد الله حسين بن علي الصميري، أخبار أبي حنيفة وأصحابه، مطبعة المعارف الشرقية، الهند، 1394هـ.
2-        الإمام محمد أبو زهرة، أبو حنيفة حياته وعصره- آراؤه وفقهه. دار الفكر العربي، دمشق.
3-        أحمد العشري، أبو حنيفة بشكل التسامح والحرية في الإسلام. دار الوفاء، لبنان.









الفهرس
مقدمة                    2
الإمام أبو حنيفة                 3
مولد أبو حنيفة:                  3
نسب أبي حنيفة رضي الله عنه           3
صفات أبي حنيفة               3
شيوخه                    4
تلاميذه                    5
علم أبو حنيفة ومصادره               5
فقه أبي حنيفة               6
مسند أبي حنيفة               7
ما روي في ورع أبي حنيفة رضي الله عنه      8
وفاته                  8
الخاتمة                    10
المراجع                    11


ليست هناك تعليقات :

تسمية 2

تسمية 3

تسمية 4