بحث جاهز عن مكة المكرمة

تمهيد :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

        في هذا العرض الموجز سوف نتعرض لمدينة مكة المكرمة ومن حيث موقعها الجغرافي ومناخها والطرق وموارد المياه بها والنشاط الاقتصادي للسكان .

ولمدينة مكة المكرمة منــزلة في قلوب المسلمين , ففيها قبلة المسلمين وإليها يفد مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين للقيام بأحد أركان الإسلام وهو الحج وأحد الواجبات الأساسية في الدين الإسلامي وهو العمرة بصورة مستمرة عبر السنين , وإلى جانب ذلك فهي مهبط الوحي ومولد  النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ومسراه وترتبط في أذهان المسلمين بالعديد من المآثر والمزايا والصفات .

تعتبر مدينة مكة المكرمة قلب العالم الإسلامي النابض , ففيها قبلة المسلمين وإليها يفد مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين للقيام بأحد أركان الإسلام الخمسة وهو الحج وأحد  الواجبات الأساسية في الدين الإسلامي ، لذلك كان ارتباط الإسكان مرتبط دائما بوجود الحرم الشريف , وعندمـا امتلاء الوادي القريب من الحرم لجأ السكان إلى سفوح الجبال السهلية حتى امتلأت مع مرور الزمن .. فلجأ السكان إلى السفوح العليا للجبال , وكلما امتلأت لجأ السكان إلى السفوح الأعلى والشديدة الانحدار , ومثل هذه الجبال هي (جبل ابي قبيس) ، (جبل عمر) ، (جبل الكعبة) .

موقع المدينة وأهميته :

مكة المكرمة شرفها الله هي قلب الأمة الإسلامية , فيها بيت الله الحرام وفيها ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم , وفيها نزل أول الوحي بغار حراء , وفيها غار ثور الذي اختبأ فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , عند هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة , وإليها يتجه أكثر من بليون مسلم خمس مرات في اليوم والليلة في صلواتهم , وإليها يأتي سنوياً الاف الحجاج والمعتمرين والزوار .

تقع مكة المكرمة على خط العرض 25َ 21ْ شمالاً , وخط الطول 45َ 39ْ , على اسفل المنحدرات الشرقية لجبال السروات , حيث تبعد عن مدينة جده حوالي 75كلم إلى الجنوب الشرقي منها .(الصنيع , 1403 , ص 15)

وترتفع المدينة عن سطح البحر عند المسجد الحرام بحوالي 300 متر فوق مستوى سطح البحر , وقد كان لهذا الموقع أهمية كبرى بين مناطق الاستقرار المحيطة فارس , والروم شرقاً واليمن وما وراءها من أرض الحبشة جنوباً , وكان المنطقة حلقة اتصال بين الحضارات الشمالية والجنوبية ولم تكن في عزلة جغرافية كالتى عاشت فيها كثير من مناطق الاستقرار الكبرى في آسيا .( مرزا , ص24)

وهي محاطة بالتلال المرتفعة نسبياً ويوجد ممرات كافية بين تلك التلال تربطها بالمناطق الجبلية , وأقرب المنافذ الدولية لها ميناء جدة الإسلامي ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة .

وزادت شهرة المدينة برفع قواعد البيت الحرام للتوحيد في عهد إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام , وأصبحت مكة المكرمة تستقطب أفواج الحجيج منذ ذلك التاريخ واستوطنتها القبائل المختلفة ( الغامدي , وآخرون , 1405 , ص 29)

الجيولوجية :

تقع مدينة مكة المكرمة ضمن تشكيلات الدرع العربي المكونة من صخور القاعدة القديمة التي تشكل معظم الجبال التي تحيط بالمدينة المقدسة , وتشغل هذه الجبال معظم المساحة التي تقوم عليها مدينة مكة المكرمة . وتبلغ مساحة الجبال 767100 هكتار وتمثل نسبة 95.6% من مساحة إقليم مكة المكرمة أما الأودية تشكل ما تبقى من مساحة المدينة وتتواجد هذه الأودية بين ثنايا الجبال وتغطيها ارسابات الحصى والرمل والطين .. وأغلب هذه الأودية تتبع حركات الصدوع والانكسارات التي انتابت الدرع العربي خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة (الغامدي وآخرون , 1405 , ص 30) .

 

شكل رقم (2) تضاريس مدينة مكة المكرمة

المصدر : عبد الباقي , 1412, ص 133

وتعتبر المعالم الجيولوجية في المنطقة معقدة ومتباينة فهي تضم تكوينات صخرية تتفاوت في قدمها ما بين العصر ما قبل الكمبري والعصر الجيولوجي الرابع , وتضم الصخور التالية :

1 – الصخور الجرانيتية .                             2  – الجرانيت الصواني .

3 – الصخور البركانية المتبلورة .                    4 – الجرانيت البركاني .

5 – التكوينات الرسوبية المتحولة .

التضاريس :

الشكل العام للبيئة الطبيعة لمكة المكرمة هو الوديان التي تحيط بها الجبال الأثرية القاحلة , وهي ترتفع عن سطح البحر بحوالي 360 متراً , ويعتبر وادي سيدنا إبراهيم عليه السلام من أهم الوديان جميعاً فهو يضم قلب المدينة ممثلاً في بيت الله الحرام , وهناك أيضا وادي العشر , والرصيفة .

أما من ناحية الجبال ترتفع من هذه الوديان فأهمها ما يلي : ( جبل أبو قبيس , جبل عمر , جبل الكعبة , جبل حراء , جبل ثور , جبل قيقعان , جبل قلعة أجياد , ويتراوح ارتفاع هذه الجبال بين حوالي 350 متر إلى 760 متر , والجبال المطلة منها على الحرم مثل أبو قبيس وعمر تعتبر مكتظة بالسكان . ( الصنيع , 1403 , ص16)

ونظراً لوقوع الكعبة المشرفة في قلب وادي إبراهيم عليه السلام حيث تحيط بها الجبال من جميع الجهات فقد أثرت هذه الميزة الطبوغرافية الفريدة في تكوين النمو العمراني للمدينة , وكان من الطبيعي أن تمتد التنمية العمرانية أولاً على المناطق المسطحة المحيطة بالحرم الشريف من جميع الجهات نظراً لسهولة البناء عليها والوصول إليها , ولما أمتلأت هذه الأماكن كان لابد من استغلال سفوح الجبال القريبة للسكن ورويداً رويداً بدأت السفوح الجبلية السهلة تمتلئ أيضا بالمساكن , وكلما امتلأت تلك السفوح بدأ السكان في التوسع إلى أعلى بالبناء على السفوح الأكثر صعوبة حول الحرم رغم مشقة الصعود إليها لان قربها من الحرم يعد ميزة كبرى تشجع على تحمل مشاق الصعود والهبوط .

وتشكل المناطق الجبلية المركزية المأهولة بالسكان أكثر من نصف المساحة المبنية في مكة المكرمة ويسكن بها أكثر من 65% من مجموع سكان المدينة وتتكون من حارات ومناطق متعددة مثل : جبل أجياد , المصافي , القشاشية , شعب على , شعب عامر , دحلة حرب , جرول , الهنداوية , دحلة الرشد , الكدوة , قوز  النكاسة , المسفلة , الحجون , وادي جليل , العتيبية , المعابدة , الملاوي , الخنساء ........ الخ ( عبد الباقي , 1406 , ص 399 ) .

وتتميز المناطق المأهولة بالسكان في مكة المكرمة بضيق طرقها وصعوبة توصيل الخدمات لأن تنميتها تمت عشوائياً وعلى فترات زمنية طويلة , ورغم أن أمانة العاصمة المقدسة تبذل جهوداً أكبر من غيرها مقارنة ببقية مدن المملكة الاخرى في توصيل الخدمات إلى تلك المناطق إلا أن ضخامة المشكلة وصعوبة المسالك بحيث لا تتمكن آليات النظافة والتوصيلات المختلفة من الدخول إلى أغلب تلك المناطق الجبلية.

أما من ناحية الخدمات الأساسية والاجتماعية في المناطق الجبلية المأهولة بالسكان فإن الوضع الحالي لتلك المناطق سئ للغاية , إذ أن صعوبة الوصول على أعلا نظراً لضيق الطرق وتعرجها واستحالة وصول السيارات وآليات النظافة جعل وصول الخدمات إلى تلك المناطق أمراً في غاية الصعوبة إذ لا يمثل سبيل لتوصيل شبكات المياه والمجاري والهاتف ونقل القمامة التي ظلت تتراكم يوماً بعد يوم بحيث أصبحت تشكل عبئاً كبيراً يزيد من سوء تلك الأوضاع في تلك المناطق إضافة إلى النقص الحاد في أغلب الخدمات الضرورية الأخرى .( عبد الباقي , 1406 , ص 401) .

المناخ :

إن منطقة مكة المكرمة تعتبر منطقة إنتقالية بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط والمناخ الموسمي , ويؤثر عليها قربها من ساحل البحر الأحمر وخاصة جبال السروات الغربية , وتتأثر المنطقة في فصل الصيف بالجبهات المدارية , ويبلغ معدل الحرارة السنوي حوالي 31ْ وتختلف درجة الحرارة بين فصل وآخر , فقد تصل في فصل الصيف إلى 48ْ في حين تنخفض في فصل الشتاء إلى 18ْ .

أما الأمطار التي تسقط على مكة المكرمة فهي من نموذج الأمطار الصحراوية التي تتصف في الغالب بعدم الانتظام سواءاً في غزارتها أو في أوقات سقوطها , ويختلف مقدار التساقط اختلافاً كبيراً بين سنة وأخرى غير أن معدل هطول الأمطار السنوي في مكة المكرمة يتراوح بين 80 ملم , و125 ملم تسقط في فصل الشتاء وهو الفصل الممطر الرئيسي في العام .

ويلعب المناخ دوراً كبيراً في المظهر العمراني للمدينة المقدسة , فعلى سبيل  المثال يفضل الناس السكنى في أحياء معينة مثل العزيزية والنزهة والزهراء والزاهر والرصيفة ولعل من أسباب السكنى في أحياء هذه المناطق هو التصور التقليدي القديم القائل أن هذه المناطق مفتوحة للتيارات الهوائية التي تساعد على تلطيف درجة الحرارة نسبياً .

والعلاقة المباشرة بين المناخ والمظهر العمراني في مدينة مكة المكرمة تظهر بوضوح في تخطيط المدينة القديمة , فالشوارع الضيقة التي يتراوح عرضها 3 – 6 أمتار والتي تحيط بها البنايات العالية التي تزيد عن ثلاثة أدوار يتراوح بين 15 – 20 متر كانت تلقي بظلالها المستديمة على هذه الشوارع الأمر الذي يجعلها لا تتلقى أشعة الشمس المباشرة مما يسهل حركة المشاة ويبعدهم عن تأثيرات الحرارة الشديدة في المدينة  المقدسة

كما أن التخطيط الداخلي للمباني السكنية يظهر بوضوح العلاقة المباشرة بين المناخ والتخطيط العمراني , فالجدران الحجرية التي كانت تبنى بها مساكن مكة ذات سماكة كبيرة تمنع وصول الحرارة داخل المنازل وتشكل طبقة عازلة تحفظ الحرارة والرطوبة من التسرب , كما أن الرواشين والنوافذ الخشبية قد صممت بطريقة روعي فيها العامل المناخي بحيث تكون في وضعية تسمح بتكوين تيارات هوائية داخل المنزل كما تسمح بظروف تهوية مناسبة في ضوء وسائل التبريد الحديثة . ( الغامدي وآخرون , 1405 , ص 41 , 42 ) . شكل رقم (3)

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             

 

شكل رقم (3) متوسط دراجات الحرارة في مكة المكرمة

المصدر : الغامدي وآخرون , 1405 , ص 40

السكان :

يبلغ متوسط الكثافات السكانية العامة في مدينة مكة المكرمة 126 نسمة للهكتار ويوجد تباين كبير في الكثافات السكانية من جزء لآخر بسبب طبوغرافية الأرض ، وتغاير سمات أنواع المباني القديمة والحديثة في مكة المكرمة  , وأيضاً أختلاف تصاميمها وتنخفض الكثافة لتصل إلى 102 نسمة هكتار في العزيزية في حين تصل إلى 4146نسمة هكتار في القشاشية ، وتتميز المناطق القريبة من الحرم بارتفاع الكثافات السكانية فيها إذ تتراوح ما بين 782 – 4146 نسمة / هكتار في القشاشية ثم تليها مناطق كل من القرارة وسوق الليل وحارة الباب والشامية , وشعب عامر من حيث ارتفاع كثافتها السكانية, أما المناطق البعيدة عن الحرم فإن كثافتها السكانية تصل إلى 102 نسمة/هكتار العزيزية , 156 في النزهة , 526 الزهراء , 1206 جرول . (تقرير نطاق النمو العمراني , 1405 , ص13) .

وعدد السكان سوف يزداد من 559600 عام 1403هـ إلى 1496000 عام 1425هـ , وذلك بمعدل سنوي شامل يبلغ 4.12% , والجدول رقم (1) يوضح التوقعات السكانية لعام 1425هـ ( كتبي , 1414،ص78) .

السنة	عدد السكان
1403	559600
1410	831000
1415	1020000
1420	1242000
1425	1496000

المصدر : وزارة الشئون البلدية والقروية مسودة أولية , 1405 , ص 109

ويعيش في مكة المكرمة سكان غير مسجلين بالوثائق الرسمية , وهم الذين يتخلفون بعد أداء فريضة الحج والعمرة , ويظلون بمكة دون الحصول على تصريح رسمي بذلك أو دون إقامات نظامية , إلا أنهم يستفيدون من كل الخدمات العامة الأساسية التي تتوفر أصلاً للمواطنين والوافدين على حد سواء , ومن الصعب تقدير أعدادهم أو حصرهم .

والغالبية العظمى من هؤلاء المتخلفين يلجأون إلى السكن بالجبال حيث يمكن الاختفاء عن أعين الشرطة , ويستطيعون ممارسة أعمال بأجور زهيدة , وساعات عمل أكثر مما يشجع كثير من الأهالي على الاستعانة بهم لقضاء بعض أعمالهم .

الطرق في مدينة مكة المكرمة :

تغطي مساحة هذه الطرق والاستعمالات 1723.05 هكتاراً , أي ما يمثــل 30% من المنطقة المنماة ( مخطط التنمية الشامل , 1405 , ص 62) , وقد كان لمشروعات التنمية في مكة المكرمة ومشروعات إعادة التنمية , وما صحبها من برنامج طموح لبناء الطرق لتغطية احتياجات أحجام مرور  المتزايدة خلال مواسم الذروة , ونعني بها شهر رمضان المبارك وموسم الحج , الأثر الكبير في تنمية الطرق الجديدة على نطاق واسع وشق الأنفاق على مدار الحقبة الماضية , وبالضرورة فقد أدى تحسين شبكات الطرق إلى بروز حاجة إلى مساحات أكبر من الأراضي لشبكات النقل المتزايدة وما تتطلبه من مرافق انتظار للسيارات .

ويوضح الجدول التالي أجمالي مساحة الأراضي المستعملة للنقل والخدمات التابعة له بـ 1723.05 هكتاراً , ومن جملة هذه المساحة تشغل الطرق والشوارع والأزقة مساحة 7.12 هكتاراً , أما جملة مساحة الأراضي المستعملة كأماكن انتظار للسيارات وغيرها فتبلغ 17.01 هكتاراً , وتوجد بوسط المدينة ثلاثة مرافق انتظار للسيارات متعددة الطوابق , هذا فضلاً عن أماكن انتظار أخرى منتشرة في مختلف ارجاء مكة المكرمة .

جدول رقم (1) استعمالات الطرق في مدينة مكة المكرمة

نوع الاستعمال	المساحة بالهكتار	النسبة المئوية لمكة
مناطق حجز سيارات	103.58	0.18
إجمالي الطرق والأنفاق والمشاة	58.66	25.55
إجمالي  مساحة مكة المكرمة	58660.9	100%

المصدر : تقرير  أمانة العاصمة المقدسة , 1418هـ

موارد المياه : 

تتزود المدينة بالعديد من وسائل المياه وهي :

1 – مياه زمزم .                              2- عين زبيدة.

3 – عيون وادي فاطمة.                     4 – محطة التحلية .

وفي الفترة الاخيرة حتى عام 1420تم رفع كمية المياه التي تتزود بها المدينة إلى 200 مليون متر مكعب ,  ليرتفع نصيب الفرد من 300 لتر يومياً , وتم توفير هذه المياه بزيادة الطاقة الإنتاجية من وادي فاطمة , ووادي النعمان , وواد المضيق , ومن توسعات في محطة الشعيبة (وزارة الشئون البلدية والقروية , 1420 , ص 17) .

الهيكل الاقتصادي للمدينة  ونشاط  السكان :

1 – يأتي قطاع الخدمات على رأس النشاطات الاقتصادية في مكة المكرمة إذ يبلغ نسبة العاملين في هذا القطاع 51.2% من سكان المدينة المقدسة وأن دل هذا الرقم على شئ فإنما يدل على اهتمام الدولة في توفير الرفاة للمواطنين والتوسع في عدد الإدارات والمؤسسات التي يحتاجها قطاع الخدمات , ولقد ساعد ارتفاع مستوى المعيشة للفرد على ازدياد الطلب على الخدمات العامة التي قامت الدولة بتوفيرها مما زاد نسبة العاملين بهذا القطاع .

2 – أن القطاع الاقتصادي الثاني في مكة المكرمة هو القطاع التجار , والعاصمة المقدسة هي المدينة الثانية في المنطقة الغربية بعد جده , من حيث الأهمية الاقتصادية والتجارية , ويلعب الحج دوراً كبيراً في انعاش الحركة التجارية في المدينة المقدسة ويستأثر قطاع التجارة بـ16.1% من مجموع الأنشطة التجارية فيها .

3- والقطاع الصناعي يماثل تماماً القطاع التجاري السابق , فقد شهدت الصناعة في العاصمة المقدسة تطوراً كبيراً خلال العقد المنصرم وتقوم في مدينة مكة المكرمة صناعات خفيفة تشمل الصناعات الغذائية والمشروبات الغازية والثلج والورق والطباعة والأدوات البلاستيكية وورش صيانة السيارات وإصلاحها .

4 – ولقد شهد قطاع التشييد والبناء تغيرات ملموسة خلال العقد الماضي وشهدت المدينة المقدسة توسعاً كبيراً في رقعتها خلال هذه الفترة فزادت مساحة المدينة من عام 1394هـ إلى 1420هـ وقد شهدت مشاريع التطور في المرافق والخدمات الأساسية تطورات كبيرة فالأنفاق والجسور ومشاريع التجهيزات الأساسية تطورات كبيرة فالانفاق والجسور ومشاريع التجهيزات من مجاري ومياه خطوط كهرباء وهاتف استلزمت زيادة الايدي العاملة في قطاع التشييد والبناء وقد بلغت نسبة العاملين بهذا القطاع 9.3% . وكذلك الحركة العمرانية التي شهدتها المدينة فقد كان للقروض والتسهيلات المالية التي يقدمها صندوق التنمية العقاري الأثر الأكبر في التوسع العمراني الذي تشهده المدينة المقدسة .

5 – قطاع التمويل والبنوك يشمل المؤسسات المالية والعقارية والخدمات المقدمة لقطاع رجال الأعمال وقد شهد هذا القطاع توسعاً كبيراً خلال العقد الماضي إذ أفتتح في المدينة المقدسة عدد من المصارف والبنوك والمؤسسات العقارية الكبرى , وقد ارتفع هذا القطاع ليشمل 2.6% من مجموع الأنشطة  الاقتصادية بعد أن كان لا يتجاوز 0.9% عام 1394هـ .

6 – إن قطاع المرافق العامة يشمل العاملين بخدمات الكهرباء وتوزيع الغاز وشبكة المياه وتوزيعها كما يشمل نقل الماء من الآبار المجاورة إلى المدينة المقدسة فقد شهد مرفق الكهرباء توسعاً عظيماً حيث أدخلت تحسينات كثيرة على محطة توليد الكهرباء التي تغذي العاصمة المقدسة وجرى تطوير لشبكة المياه في المدينة.

 7 – النقل والمواصلات ويشمل نقل الركاب والبضائع من وإلى المدينة المقدسة كما يشمل منشآت التخزين بالإضافة إلى قطاعات المواصلات السلكية واللاسلكية من برق وبريد وهاتف .

ولقد شهدت هذه القطاعات تطوراً مشهوداً فقد ربطت مكة المكرمة بالمدن المجاورة بخطوط مزدوجة تسهيلاً لعمليات نقل الحجاج وتنشيطاً للحركة التجارية , كما شهدت المدينة تغيرات جذرية في حركة المواصلات الداخلية , فقد حفر العديد من الأنفاق وانشئ العديد من الكباري وعبدت كافة شوارع المدينة وسيرت عليها حافلات خاصة للنقل العام وقد توسعت مرافق الاتصالات الأخرى من برق وبريد وهاتف توسعاً كبيراً لتواكب التوسع العمراني والتطور الاقتصادي الذي تشهده العاصمة المقدسة , وقد بلغت جملة العاملين في هذا القطاع ما يوازي 2.8% من إجمالي العاملين بالنشاطات الاقتصادية الأخرى .

8 – الزراعة : يشمل قطاع الزراعة العاملين بالإنتاج الزراعي والحيواني كما يشمل العاملين بالخدمات الزراعية , وقد شهد هذا القطاع انخفاضاً كبيراً وتقهقراً أمام القطاعات الأخرى ويتجلى ذلك بانخفاض حجم هذا القطاع من 7.0% من مجموع النشاطات الاقتصادية عام 1394هت إلى 0.4% فقد عام 14.3هـ ومرد هذا الانخفاض إلى إنشغال الناس بالحرف الأخرى الأكثر دخلاً وطبقاً للمعايير الاقتصادية تعتبر نشاطات الخدمات والتجارة والمواصلات وباقي الخدمات الأخرى مؤشراً يعكس مدى التحول الحقيقي في الأوضاع الداخلية للمجتمع وقد بلغت النشاطات مجتمعة 81.0% من مجموع الأنشطة الاقتصادية في العاصمة المقدسة ويدل ذلك على مدى التطور الذي حصل في مجالات رئيسية ثلاث يقاس بواسطتها رفاة المجتمع وتقدمة وهذا المجالات هي :

1 – تحسين الخدمات الأساسية كالطاقة الكهربائية ووسائل النقل وتوفير شبكة المياه والمجاري وهذه الخدمات لا غنى عنها للتطور الصناعي والاقتصادي عموماً .

2 – التطور التجاري بما يخدم الإنتاج والاستهلاك ورفع مستوى المعيشة في المجتمع .

3 – الجهود المبذولة في توفير أفضل الخدمات العامة للمواطنين على أوسع نطاق .

المراجع

3 - توفيق , فؤاد عمر : أوضاع تخطيط الإسكان على سفوح الجبال بمدينة مكة المكرمة , منظمة العواصم والمدن الإسلامية , الإسكان في المدينة الإسلامية , ندوة أنقرة_ 17إلى 21شوال 1404هـ .

5 - السرياني , محمد محمود : مكة المكرمة دراسة في تطور النمو الحضري , الجمعية الجغرافية الكويتية , الكويت , 1406هـ .

7 - عبد الباقي , مصطفى حاج : النمو العمراني الحضري في مكة المشاكل والحـــلول, المؤتمر العام الثامن لمنظمة المدن العربية المنعقد بالرياض بتاريخ 12-16/7/1406هـ .

8 - الغامدي , عبد العزيز صقر : مكة المكرمة العاصمة المقدسة , الطبعة الأولى , مكة المكرمة , مطابع الصفا , 1405هـ .

10 - مرزا , معراج نواب : أثر العوامل  الطبيعية في النمو العمراني لمكة المكرمة , العواصم والمدن الإسلامية , مجلة نصف سنوية تصدر عن منظمة العواصم والمدن الإسلامية بمكة المكرمة, العدد الرابع , السنة الثانية و شعبان 1404هـ .

المملكة العربية السعودية

جامعة أم القرى

كلية العلوم الاجتماعية

قسم خدمة اجتماعية